الوسائل التي يعرف الإنسان بها ربه متعددة ومتنوعة، منها: النظر في مخلوقاته، (بالعقل المجرد من الهوى) أو بنور يقذفه الله في قلب المؤمن لا يقدر على دفعه، أو بالتقليد (وهي أسوأ الطرق وأفسدها) التوحيد هو أساس الطاعات ونبراس العبادات، وكلمته الطيبة الدالة عليه، وهي: لا إله إلا الله إنها مقصورة على ألوهيته وحدها، فكل مخلوق يجب عليه أن يعبد الله ويطيعه وحده لا شريك له لأنه هو النافع والضار على الإطلاق، وهو خالق كل شيء، وكل من لا يكون نافعا ولا ضارا فليس بخالق يستحق العبادة لأن العبادة هي الطاعة والخضوع والانقياد لله وحده سبحانه وتعالى.
أما الكلمة الطيبة - وهي لا إله إلا الله - قد دلت على ألوهيته الثابتة له تعالى ثبوتا مستمرا، وقال حجة الإسلام الغزالي في باب "الصدق" من (الاحياء)"كل ما تقيد به العبد فهو عبد له، كما قال عيسى عليه السلام: يا عبيد الدنيا" وقال نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، وعبد الحلة وعبد الخميصة"(١)، وكل من تعلق قلبه بشيء فهو عبد له، قال تعالى:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}(سورة الجاثية) وإذا تبين لك دلالتها على جميع مراتب التوحيد ظهر لنا أن الشارع لأمر ما جعلها مفتاحا للدين ومهداة الانام، وفي حديث أخرجه ابن النجار عن دينار عن أنس: أنه عليه الصلاة والسلام قال: "لا إله إلا الله دالة على الله تعالى من قالها مخلصا استوجب الجنة" وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة"، وحديث
(١) رواه أحمد وابن ماجه والحاكم من حديث صالح بن صالح .. ورمز السيوطي إلى صحته