الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما يكون بعد الموت فالإيمان بفتنة القبر وعذابه، ونعيمه، فأما الفتنة، فإن الناس يفتنون في قبورهم، فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيي ...
وأما المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها لصعق، ثم بعد هذه الفتنة، إما نعيم، وإما عذاب. الإيمان باليوم الآخر هو التصديق الجازم بجميع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يكون بعد الموت، وهذا هو الركن الخامس من أركان الإيمان، والمؤمنون يؤمنون بالبعث بعد الموت، وهو إعادة الأبدان بأرواحها إلى الحياة مرة ثانية كما صرحت به الكتب السماوية، ونادت به جميع الأنبياء والمرسلين قال تعالى:{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} وقال: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
ويجب الإيمان من بعد الموت بفتنة القبر وعذابه ونعيمه، والبعث والحشر، والنشر والصحف، والميزان والحساب، والجزاء والصراط، والحوض والشفاعة، والجنة والنار وأحوالهما، وما أعد الله لأهلهما، إجمالا وتفصيلا، وفي الصحيحين من حديث قتادة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن العبد إذا وضع في قبره أتاه ملكان فيقعدانه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من