ولا بكسبه ولا بتجاربه أي أنه تعالى يمنحه قوة ما في مقدوره ما يكون سببا في بلوغه الى الخير ..
قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (سورة الحجرات)، والله عليم بمن يصلح لهذا الفضل، ومن لا يصلح له ...
أما الخذلان فهو أن يترك العبد لاجتهاده وما منحه من المواهب العامة، فلا يمنحه شيئا من العناية التي يمنحها ممن كتب لهم التوفيق، والله سبحانه لا يظلم العبد بذلك شيئا.
هذا والتقوى والصدق والتوكل على الله تعالى مع إتخاذ الأسباب، والتعرض لنفحات الله تعالى من أعظم أسباب التوفيق قال تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}(سورة الطلاق).
[كلمة جامعة]
أجاب سيدنا علي كرم الله وجهه حين سئل: أكان مسيرنا الى الشام بقضاء من الله وقدر؟ فقال للسائل:"ويحك، لعلك ظننت قضاء لازما وقدرا حاتما، ولو كان كذلك لبطلا الثواب والعقاب وسقط الوعد والوعيد .. إن الله سبحانه أمر عباده تخييرا ونهاهم تحذيرا وكلف يسيرا، ولم يكلف عسيرا، وأعطى على القليل كثيرا، ولم يعصى مغلوبا، ولم يطيع مكرها، ولم يرسل الأنبياء لعبا، ولم ينزل الكتاب للناس عبثا، ولا خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار".