للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما]

قال تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} (سورة الزمر ٣٦).

وفي هذه الآية الكريمة تشنيع على المشركين، الذين يعبدون آلهة من دون الله وتسخيف لعقولهم المريضة لأنهم يعتقدون في أشيياء ما أنزل الله بها من سلطان ولا تملك نفعا ولا ضرا.

عن عمران بن حصين رضي الله عنه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذه؟ قال الواهنة، فقال أنزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت آبدا" رواه أحمد بسند لا بأس به ..

قال ابن الأثير في النهاية الواهنة عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيرقى منها وقيل هو مرض يأخذ في العضد، وربما علق عليه جنس من الخرز يقال له خرز الواهنه وهي تأخذ الرجال دون النساء، ونهاه عنها لعل يعتقد أنها تعصمه من الألم، فكانت عنده في معنى التمائم المنهي عنها.

والحلقة كان المشركون يجعلونها في عضدهم من نحاس أصفر أو غيره، ويزعمون أنها تحفظهم من أذى العين والجن ونحوها، والخيط كانوا يعتقدونه ويتقلدون به فنهى عنه لما فيه من شائبة الشرك.

وعن عقبة بن عامر مرفوعا! "من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له" (١). وفي رواية "من علق تميمة فقط أشرك" (٢) ولابن أبي حاتم عن حذيفة رضي الله عنه: أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (سورة يوسف).


(١) رواه مشرح بن عاهان بإسناد ضعيف.
(٢) رواه البخاري، وأخرجه أحمد.

<<  <   >  >>