للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التعريف بالتوحيد]

التوحيد هو إفراد الخالق بالعبادة ذاتا وصفة وأفعالا، والتوحيد أول دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام إلى عبادة الله وحده، وأول منازل الطريق للسالك إلى الله عز وجل.

ولا يقوم صلاح الانسان إلا إذا عرف الله سبحانه وتعالى الذي يحقق للإنسان ما يحبه، ويدفع عنه ما يضره فالله لا شريك له هو وحده خلق الكون، فلا معبود سواه، والإله هو الذي يؤله أي يعبد محبة وإنابة، وإجلالا وإكراما. لا يطلق هذا الاسم إلا على الله سبحانه وتعالى، وحده ويكون من اختصاصه، ومعناه أنه لا ثاني له، فهو نفي العدد عنه، لا شريك له، ولا تبعيض ولا تقسيم، ونفي الأنداد عنه والصاحبة والولد، والأشباه والأضداد.

التوحيد هو الذي يعصم نفس المسلم من الهلاك في الدنيا، وينجيه من الخلود في النار يوم القيامة، ويعتقد المسلم إعتقادا جازما أن الأفعال كلها صادرة من الله وحده، فله التصرف المطلق التام. والتوحيد يكون محله القلب، وعلامته الانقطاع إلى الله، والتوكل عليه، وأن جميع الخلق في قبضته وتحت قدرته وإرادته، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، الخلق ليس بأيديهم شيء من الأمر. لا يرى المؤمن الموحد في الوجود إلا الله وحده.

محبة العبد لربه: إن محبة العبد لربه تكون على درجتين: إحداهما المحبة العامة التي لا يخلو منها كل مؤمن وهي واجبة. والثانية وهي المحبة الخاصة التي ينفرد بها (العلماء) الربانيون، وأولياء الله الصالحون، والأصفياء، وهي أعلى المقامات، وغاية المطلوبات، فإن سائر مقامات الصالحين: كالخوف، والرجاء، والتوكل وغير ذلك مبنية على حظوظ النفس، ألا ترى أن الخائف إنما يخاف على نفسه، وأن الراجي إنما يرجو منفعة نفسه بخلاف المحبة فإنها من أجل المحبوب فليست من العارضة في

<<  <   >  >>