للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التكاليف الشرعية العامة:

منها العينية والكفائية

كيف يكون الإنسان مؤمنا؟ وما هو العمل الذي يتطلبه منه الإسلام؟

إنما العمل الذي يتطلبه الاسلام من الكلف هو إيجاد الشخصية الإسلامية التي تتمثل في العقيدة والاخلاق والسلوك، ثم إيجاد المجتمع الاسلامي الذي يلتزمه المسلم فكرا وعملا، ثم إيجاد الدولة التي تطبق الاسلام شريعة ومنهاجا ودستورا، وتحمله دعوة هادئة لإقامة الحق والعدل في العالم ..

إن هذا العمل وما يتقيد به المسلم من أوامر الدين وما يتصل به ويتفرع عنه وما يتطلبه هو واجب إسلامي شرعا لا يسقط عنه حتى تقوم السلطة التي تتولى القيام بهذه المسئولية بحيث ترعى شئون المسلمين ..

وإذا كانت السلطة غير موجودة، فإن كل تقصير من العاملين بالاسلام هم في شرع الله آثمون لا يرفع عنهم الإثم إلا المبادرة السريعة للنهوض بتكاليف العمل للإسلام، ومما يؤكد وجوب العمل أنه تكليفي شرعي وليس عملا تطوعيا كون وجوبه يقينيا ..

العمل للإسلام واجب لأنه مناط التكليف للناس جميعا، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (سورة البقرة)، والسنة المطهرة تزخر بما روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحاديث كثيرة تحض على الدعوة الى الحق ومكافحة الباطل ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" ..

<<  <   >  >>