العقائد التي اشتملت عليها الشريعة يجب الإيمان بها لقيام الدليل اليقيني عليها كالتوحيد، وإرسال الرسل عليهم السلام، وإنزال الكتب، والبعث والجزاء وما اشتمل عليه اليوم الآخر إلى غير ذلك من قواعد الإيمان لكي يعود المسلمون إلى ما كانوا عليه من مجد وسؤدد. يجب عليهم أن يهتموا بالناحية الروحية والفكرية، وهذه نظرة العقلاء من المسلمين منذ زمن بعيد وهم ينادون بذلك، يجب أنما يقادوا قيادة إسلامية لا قيادة عاطفية ولا تقليدية في تفكيرها ونظامها الداخل والخارج لا ريب أن المسلمين اليوم في حاجة أكيدة إلى أسلوب جديد للدعوة، وجيل جديد من الدعاة، وقد مرت بالمسلمين فترة عصيبة توقف خلالها أسلوب الدعوة المجدي الفعال، ولم تبق منه إلا العبارات المتكررة الجوفاء، فلا تمس قلوب المسلمين ولا تحرك عواطفهم ...
نريد من دعاة المسملين أن يبرزوا تعاليم القرآن إلى نشاط وحركة وتطبيق. لم ينزل الله القرآن زينة يوضع فوق الرفوف، ولا تعاويذ ولا ترانيم ولا أنغاما ولكنه قانون حياة وعمل قامت عليه أمم انبعثت به إلى الوجود، وما لم تتحول تعاليم القرآن إلى أعمال إيجابية وسلوك محكم دقيق فليس ثمة مسلمون، وليست ثمة إصلاح لهذه الشعوب ...