إن إبراهيم يضع قومه أمام موقف يحتاج إلى عقل ونظر، وإلى حساب وتقدير، ليميز الخبيث من الطيب ويفرق بين الحق والباطل {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ...
إن العقل الرشيد المكتمل هو الذي يدعى إلى هذا النظر ويحمل على المراجعة والموازنة بين الأشياء.
[دعوة موسى (عليه السلام)]
موسى رسول إلى جبهتين: إلى قومه بني إسرائيل، وإلى فرعون الذي طغى، وامتد طغيانه إلى بني إسرائيل. يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم، وموسى يحمل إلى فرعون معجزات لا تقبل التحدي، ولكن فرعون يتحداها، وينتهي التحدي بانتصار المعجزة السماوية فيؤمن سحرة فرعون، ويجن جنون فرعون، وتأخذه العزة بالإثم فيضاعف البلاء الذي يصبه على بني إسرائيل، ولا يجد موسى سبيلا إلا الهرب بقومه فيتبعهم فرعون، وهناك على مشارف سيناء عند البحر الأحمر يقف موسى وقومه، ومن وراءه فرعون وجنوده يكادون يلحقون بهم، ويضرب موسى بعصاه