العمل للإسلام واجب شرعا لأن تعطيل شرع الله في الأرض وهيمنة النظم والتشريعات الوضعية على المجتمعات البشرية تجعل قانون الإسلام غير صالح للحكم وذلك عكس للحقائق تماما، ولهذا يفرض الاسلام على المسلمين العمل بشريعة الله العادلة لإقامة مجتمع إسلامي، لتستأنف الحياة الاسلامية على قوانين الله التي أنزلت من السماء لتبين للناس عقائدهم وعبادتهم وأخلاقم ونظمهم، ولا يقبل الله إلا حكم الاسلام بدليل قوله عز وجل:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، (سورة النساء) فتحقيق الحكم الإسلامي في المجتمع واجب بذاته، فيصير العمل به واجبا بدليل القاعدة الأصولية:"ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب".
الدول الاسلامية المعاصرة لم تحكم مجتمعاتها بكتاب الله ولا بسنة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وإنما تحكمها بالنظم الوضعية الأجنبية، وواجب المسلمين أن يتركوا هذد النظم، ويرجعوا إلى حكم الاسلام العادل لأنه فرض عين على كل مسلم ومسلمة حتى يعود للإسلام القيادة والقوامة.
العمل بالاسلام واجب لمواجهة تحديات العصر، ومؤامرة أعداء الاسلام، ووقف التيارات الإلحادية، ومواجهة المادية العاتية، وزحف الايديولوجيات من كل جانب حتى أصبحت تهدد الوجود الاسلامي بالاستئصال، والزوال. فنظرة واحدة فاحصة إلى الأوضاع التي تعيشها الأمة الاسلامية سواء في الشرق أو الغرب - تؤكد ضرورة قيام مجابهة إسلامية. والقيام بهذا العمل تكليفي شرعي لا يجوز السكوت أو القعود عنه، أو التهاون فيه. فهناك أقطار إسلامية تشكو من سيطرة غير المسلمين عليها، وهناك أجزاء من العالم الإسلامي تشكو من تسلط أحزاب إلحادية عليها.
وفضلا عن هذا وذاك فإن العالم الإسلامي يعيش في حالة ضياع وفوضى، فوضى سياسية، فوضى إجتماعية فوضى إقتصادية لا ترابط بين أجزائه، يعيش تدهورا مريعا في الأخلاق والقيم، وكذلك في الأفكار والمعتقدات. إن مسؤولية العمل بالاسلام من حيث هي واجب تكليفي