شرعي، ولو كانت مسؤولية فردية شأنها شأن كل الواجبات التي يترتب عليها الثواب كما يترتب على تركها العقاب {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}(سورة المدثر).
الإسلام يشرك الناس جميعا. في عملية البناء والتعمير بناء الحياة على الحق وإعمارها بالخير، الإسلام جعل كل إنسان مسؤولا عن البذل والعطاء في حدود إمكانيته وطاقته ما دام المسلم بالغا قادرا عاقلا مما يجعل المجتمع خلية حية نابضة، وإذا كان العمل بالإسلام واجبا فرديا، فهو أيضا واجب جماعي، وهذا غير قابل للجدل والمناقشة.
إن تكاليف العمل بالإسلام أكبر من أن يتصدى لها إنسان بمفرده، فيجب أن يقضى على الإنحراف والإلحاد، وإقامة الاسلام مكانهما، وهذا يتطلب من التكليف الجهد والإمكانيات ما يعجز عن القيام به فرد، بل لا يقوى على النهوض به مع المكابدة والمعانات إلا بتنظيم حركي يكون في مستوى المواجهة وعيا وتنظيها. وقدرة.
إن عمل الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مواجهة الجاهلية وإقامة مجتمع إسلامي، واستئناف الحياة الإسلامية لدليل شرعي على وجوب الجماعة، وهذا ما ينطق به واقع السيرة النبوية في جميع المراحل، وعلى وجه كل صعيد فالتحديات التي تعترض سبيل الإسلام هي غالبا من سكان المعمورة، والقوة التي تتربص به فهي كثيرة وهذا ما يفرض على المسلمين أينما كانوا تنظيم صفوفهم وتوحيدها، فإذا كانت نياتههم صادقة فالنصر حليفهم لا محالة.
إن العقيدة الإسلامية لا تكاد تمس قلب الإنسان مسا صحيحا حتى تحدث فيه إنقلابا في المشاعر، وفي الحياة، وعلاقة الأفراد والجماعات على المساوات المطلقة لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح.
والعقيدة الإسلامية تقوم على العدالة لا تطيق البغي من أحد، ولا ترضى بالبغي على أحد، ولا يكاد يحس بها المسلم حتى يندفع في سبيلها