للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا فساد في الوجود إلا ولهم به صلة، فزين لهم الشياطين سوء أعمالهم وحسنوا لهم الكفر والمعاصي، ودعوهم إلى تكذيب الله ورسوله ومخالفة أوامرهما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث قدسي: "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وانهم قد أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال إنما بعثتك لأتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه قائما ويقظانا".

الشياطين هي التي دعت الناس إلى تحريف الدين والخروج عن الفطرة إلى الشرك بالله، وحرمت عليهم الحلال وأحلت لهم الحرام، ولا تزال تقعد لهم بكل سبيل حتى تصدهم عن طاعة الله.

الشيطان هو الذي قام بدور رئيسي في القضاء على دعوة الاسلام في أول مشاورة له مع كفار قريش قال تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

رسالة الاسلام قائمة لهدفين رئيسيين:

أولهما: تصحيح العقيدة من جميع الشوائب، وذلك بالعدل مع الله الذي خلق وأنعم وسوى وهدى، ورزق فأعطى، وليس من العدل الإشراك في عبادة الله والتقصير في طاعته.

ثانيهما: أن يأخذ المسلم نفسه بالعدل في جميع تصرفاتها، ويلزمها طريق الإنصاف مع الناس فلا يأخذ من الحياة إلا ما كان عادلا، وعندما يفقد الإنسان العدل مع نفسه يفقد الطريق المستقيم للحياة الصحيحة.

دعا الإسلام إلى العدل في الأخذ والعطاء في الجور والإخاء، وأوجب العدل في الحكم والقضاء.

<<  <   >  >>