للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليس العلم أن تعرف الطهارة والصلاة والجج والزكاة والصيام فحسب بل يجب أن تتعلم معرفة الحق من الباطل، والحسن من القبيح، والحلال من الحرام، وليس القصد من التعلم أن تحمل الشهادة من التعليم اللايكي، ولكنه ذلك، وأن تحمل أيضا شهادة الدين والأخلاق لتترك الالحاد والإباحة.

إن التهاون في القيام بالواجب سمه من لا خلاق لهم، وان الله العلي القدير حكم حكما جازما بأن التهاون فيما كلفوا به من تطبيق الإسلام مكذبون، ولهم الويل في الدنيا، والندامة والحسرة والخزي يوم يقوم الناس لرب العالمين.

فهل يليق بنا- معاشر المسلمين- أن نقطع الصلة بيننا وبين تعاليم الإسلام، أو نحصرها في طائفة معينة من الناس؟ أننتظر مرشدا غير القرآن الكريم؟ أم هاديا غير محمد - صلى الله عليه وسلم -، استولت علينا الأهواء فأنستنا ما أوجب علينا الإيمان: أم طبعت النفوس على الشر فضلت سواء السبيل، أم صار على القلوب اقفال، عجبا يأمرنا ربنا بالتعاون على البر والتقوى، ونحن نتعاون على الإثم والعدوان.

كان المجتمع الإسلامي فيما مضى تنظره شعوب الدنيا بعين الإجلال والإكبار، فما لنا ونحن لم نكن كما كنا من قبال إلا أننا غيرنا ما بأنفسنا، فتغيرت أخلاقنا، وتباعدنا عن صالح العادات وجميل السجايا. يجب على المسلمين أن يحاربوا الشهوات التي تزين لهم مخالفة الدين والعقل، ويبتعدوا عن الأرواح الخبيثة التي حذرهم منها القرآن كالنفس الأمارة بالسوء، ووساوس شياطين الإنس والجن حتى ترجع نفوسهم إلى طريق الحق والصواب، فالمسلم يجب أن يلازم الاستقامة في الأقوال والأفعال، ويأخذ نفسه بالوفاء بالعهد، وصدق العزيمة وعدم مجاراة السفهاء، لهذا كان المسلمون: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (سورة آل عمران).

فما بال المسلمين اليوم يتجهون إلى التمرد على الله وإلى قطع ما أمر الله به أن يوصل، ووصل ما أمر الله به أن يقطع، فما من شر في الأرض،

<<  <   >  >>