للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غفلتهم ويحثهم على أن يقوموا بواجباتهم نحو بعضهم بعضا، لأن كل واحد منا عليه واجبات وحقوق، ومسؤوليات نحو المجتمع. فإصلاح المجتمع متوقف على اصلاح الفرد، فإذا كان الفرد شاعرا بواجباته الكثيرة نحو ربه الذي خلقه وأغدق عليه من نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، وخافه في السر والعلن، واستحضر عظمته في ضميره، وخشيته في قلبه، فيصبح هذا الفرد لا يتعدى ما أمر الله به، ولا يتجاوز ما نهاه عنه، فيسير في طريق الصواب التي لا أعوجاج فيها، فيصير إنسانا كاملا فيؤدي رسالته التي خلق من أجلها، ألا وهي فعل الخير في هذه الدنيا، فيعمل بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده" (١) ...

العلم هو السبيل الوحيد إلى بناء العقيدة الصحيحة، وهو السبيل الى هداية الإنسان وسعادته، ولهذا رفع الإسلام من شأنه، ونوه بمكانته، وحث الناس على اعتناقه، وقد مثله بالنور، ومثل الجهل بالظلمات قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

ولقد وجه الإسلام الناس إلى أخذ الأحكام عن العلماء فقال عز وجل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} والعلم في نظر الإسلام حق مشترك بين الناس، وقد ألزم العالم أن يعلم غيره من الناس، وجعل كاتم العلم ملعونا كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كتم علما ألجه الله بلجام من النار يوم القيامة" (٢) وهذا مصداق لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}.


(١) مختصر صحيح مسلم- عن عبد الله بن عمرو في كتاب الإيمان
(٢) رواه ابن عدي في "الكامل". عن ابن مسعود- صحيح-

<<  <   >  >>