المسلمون اليوم عن الحق معرضون، وفي الباطل يخوضون، ولصرح الاسلام ينقضون، وفي طريق الفساد يركضون وبالملاهي يفرحون.
أين الصالح من الفاسد في هذه المجتمعات والعابد من الفاسق، والطامع من الزاهد، أين المساجد من الملاهي ودور السينما، أين المعابد من بيوت الدعارة والحانات أين الصائم القائم المجاهد من الطامع الكاسي الراقد.
لهذا يجب إصلاح المجتمع الإسلامي عن طريق الدين الحنيف والأخلاق الإسلامية لأنها هي العنصر الفعال في إصلاح الشعوب والأمم في جميع الإتجاهات، وهي الزاد والمجد للوصول الى الغاية المنشودة، وفقدانها يجر حتما إلى الفشل والإندحار، ويدفع الأفراد والجماعات الى الهلاك والدمار، وضغف المسلمين الحالي سببه الإنحطاط الملقى عليهم الأخلاق الإسلامية تدعوا الى التعاون والتراحم، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
المؤمن يتحلى بكل فضيلة، وينفر من كل رذيلة، وتأباها له همة عالية، وآداب سامية، وآمال أعمال صالحة متوالية يحبها الله منه ويرضاها، المؤمن تمنعه ديانته عن إرتكاب الذنوب والمعاصي، وتحجزه مروءته عن العيوب. وليس من الدين أن توحدوا الله- أيها المسلمون- بألسنتكم وأنتم بدينه متساهلون، ولأحكامه مهملون، وعن الوعد والوعيد ذاهلون تحللون وتحرمون ما تشاؤون، وليس من الإيمان أن تتظاهروا بالخير فيما تقولون، وأنتم تنشرون الشر فيما تفعلون.
لو أصلح المسلمون ما بأنفسهم، واعتصموا بحبل الله جميعا كما أمروا وأصلحوا ذات بينهم لعادوا الى ما كانوا عليه من المجد والعظمة أيام تمسكهم بتعاليم دينهم، ولو أنهم احتكموا في خصوماتهم الى كتاب الله وسنة رسوله، وما استنبط العلماء للمسلمين في مهمات الحوادث لما اختلفوا، ولو أنهم نشروا العلم الديني، والإصلاح الحقيقي في أوطانهم لما اختلفوا، قال الله سبحانه وتعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} أيها المؤمنون أين ما وعدكم الله به من العزة؟؟
أتشكون في وعد الله؟ والله لا يخلف الميعاد، المسلم يعبد ربه بظاهره