ووقفت إلى جانب الحق- وأن تعود بعد هذا وملء كيانك إيمانا بأن هذا الدين هو الدين الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ...
تلك هي الرسالة التي تلقاها محمد - صلى الله عليه وسلم - من ربه، ونصب نفسه لها، وجاهد في سبيلها واحتمل ما احتمل من ألوان الأذى والضر من أجلها، فكان له هذا النصر المبين، وكان لرسالته هذه الثمرات الطيبة المباركة في الحياة، بما غرست في القلوب من إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وبما رسمت للناس من مناهج الحق، والخير والإحسان، وتلك عقبى الدعوات الصادقة، والنيات الخالصة، لا يخطئها النجاح أبدا، وإن قامت في وجهها العواصف، واعترضت طريقها المعاثر، فإن يد الله قائمة عليها تشد أزرها وتثبت خطاها، وتمكن لها أسباب البقاء في الحياة.