للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتقوى هي اجتناب محارم الله، وامتثال أوامره، أو هي كما عرفها بعض العارفين: "ألا يراك حيث نهاك، وألا يفتقدك حيث أمرك".

التقوى صعب المنال، غالي الثمن، لا يقدر على الوفاء به إلا من رزقه الله قوة الإيمان، وثبات اليقين ووثاقة العزم تلك هي بعض الوسائل التي يتوسل بها إلى التقوى وما يأخذ به بعض المسلمين من التوسل بالأموات ممن يعتقد في صلاحهم واستقامة سلوكهم في الحياة فيلمون بقبورهم وأضرحتهم طالبين قضاء حوائجهم التي قصرت عنها أيديهم ..

والذي يأباه الدين هو زيارة كثير من الناس قبور الصالحين وتمسحهم بها ومناجاتهم وطلب الغوث منهم حتى كأن هذا الرجل الصالح يتصرف في الكون ..

قال الإمام الشوكاني عند تفسيره لهذه الآية قال: "قد أكثر الناس من دعاء غير الله تعالى من الأولياء الأحياء منهم والأموات ... يا سيدي فلان أغثني، وليس ذلك من التوسل المباح في شيء، واللائق بحال المؤمن عدم التفوه بذلك، وألا يحوم حول حماه، وقد عده أناس من العلماء شركا، وألا يكنه فهو قريب منه، ولا أرى أحدا ممن يقول ذلك إلا وهو يعتقد أن المدعو الحي الغائب، أو الميت المغيب يعلم الغيب أو يسمع النداء، ويقدر بالذات، أو بالغير على جلب الخير، ودفع الأذى، وإلا لما دعاه ولا فتح فاه، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ..

فالحزم التجنب عن ذلك وعدم الطلب إلا من الله القوي الغني الفعال لما يريد" انتهى.

وكما وقف على سر ما رواه الطبراني في معجمه من أنه كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - منافق يؤذي المؤمنين، فقال الصديق- أبو بكر رضي الله عنه- هيا بنا نستغيث برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا المنافق، فجاءوا إليه، فقال: - صلى الله عليه وسلم - "إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله" (١) من عرف


(١) رواه الطبراني في معجمه.

<<  <   >  >>