للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}.

وقال أيضا في نفس السورة {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}:

وذلك لما في عبادة غير الله والخضوع له والتوسل به من تسخير لقوى الإنسان، وتعطيل لمواهبه وإذلال نفسه إذلالا من شأنه أن يظل راغبا خائفا جزعا مما لا يبعث في الحقيقة على شيء من ذلك، في حين أن التوحيد والإيمان بالله (بآله) واحد متصف بجميع صفة الكمال والحق والعدل والخير والقوة واعتبار كل ما عدا الله صغيرا مهما كبر فالله أكبر منه والانسان ضعيفا مهما قوي فالله أقوى منه، وعاجزا مهما قدر فالله أقدر منه، وفقيرا مهما غني فالله أغنى منه، فلا يتجه أحد إلى غير الله، ولا يستشعر بخوف، ولا رهبة من أحد غيره، ولا يذل نفسه في حاجة لأحد غيره، وناهيك بهذا قوة هائلة محررة لما أودعه الله في الإنسان من قوى الخوف وموجهة لها نحو الخير والصلاح والكمال في هذه الحياة، ومساعدة له على القيام بواجباته الاجتماعية والانسانية، ثم حافزة له على عدم الرضا بالظلم والقهر، والتجبر والمرد على البغاة والمتجبرين والمتكبرين، وبالإضافة إلى هذا فإن الدعوة إلى الله وحده قد انطوت على تقرير ما في الإيمان بالله وحده، والاتجاه إليه وحده بالعبادة والدعاء، من فوائد عظيمة متصلة بشؤون الحياة الدنيا صلة وثيقة من حيث توكيد استجابة الله لداعيه وذكره لذاكريه، وقدرته وحده على تفريج ما يحل فيهم من خطوب، ومنحهم ما يرجونه من رغائب، وتحقيق ما يأملونه من مطالب كما هو واضح في الآيات الآتية: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (سورة البقرة). وقال في (سورة النمل) {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ

<<  <   >  >>