للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يستطيع إزاء ذلك غير أن يرجو الله ويدعوه الهداية، وأن يسأله ألا يجعله من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وكانوا في الآخرة من الخاسرين ..

هذا الاعتقاد في الله جل جلاله على هذا النحو، كان واضحا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعند جماعته من المهاجرين والأنصار، وكانوا يبشرون به، ويدافعون عنه. وإذا تليت آي الذكر الحكيم قالوا: آمنا به كل من عند ربنا، لم يلجأوا إلى تفتيش عن المتشابه فيه، ولم تكن بهم حاجة إلى تأويله ... كان ذلك عنوان الجماعة المسلمة ومظهر إيمانها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان حال المؤمنين حقا ..

ننقل بعض المعاني لأسماء الله الحسنى، لابن قيم الجوزية من تفسيره لفاتحة الكتاب دلالة الحمد على توحيد الأسماء والصفات وأما دلالة الأسماء الخمسة عليها، وهي: الله، والرب، والرحمان والرحيم، والملك فمبني على أصلين:

أحدهما: أن أسماء الرب تبارك وتعالى دالة على صفات كماله، فهي مشتقة من الصفات، فهي أسماء وصفات وبذلك كانت حسنى، إذ لو كانت ألفاظا لا معنى فيها لم تكن حسنى، ونفي معاني أسماء الله الحسنى من أعظم الإلحاد فيها قال تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (سورة الأنفال). ولأنها لو لم تدل على معان وأوصاف لم يجز أن يخبر عنها بمصادرها ويوصف بها، لكن الله أخبر عن نفسه بمصادرها، وأثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله، كقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} فعلم أن القوة من أسمائه، ومعناه الموصوف بالقوة، وكذلك قوله: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} فالعزيز من له العزة، فلولا ثبوت القوة والعزة له لم يسم قويا ولا عزيزا.

وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل النهار،

<<  <   >  >>