للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنوع الثالث تقسيمهم على إحدى وعشرين طبقة، وذلك بذكر فقيه أو مجموعة من الفقهاء وجعلهم في طبقة، مع بيان بعض مناقبهم، ثم ذكْر مجموعة أخرى، وجعلها في طبقة أخرى مع بيان بعض مناقبهم، وهكذا (١).

كل هذه التقسيمات لم تسلم من النقد والمآخذ، فالتقسيم الأول انتُقد من حيث انطباقه على الأفراد المدرجين في كل طبقة أو عدم انطباقه (٢)، وإن كان مقبولاً في الجملة من حيث هو كقاعدة عامة.

والثاني لم يغطِّ التطور الذي أعقب الإمام حافظ الدين البخاري (٣) ومن جاء بعده من علماء المذهب.

ويمكن أن يجاب عما أُخذ على هذا الدور بما يأتي:


(١) طبقات الفقهاء لابن الحنائي، ص: ١٦٠ وما بعدها، وقد بدأ ببعض مناقب الإمام أبي حنيفة، ثم ثنَّى بذكر الطبقة الأولى وهي طبقة الإمام أبي يوسف وذكر بعض مناقبه، ثم ثلَّث بمحمد بن الحسن الشيباني إلى أن وصل إلى الطبقة الحادية والعشرين، وأدخل فيها ابن كمال باشا، ومن عادته قوله: "ثم انتقل الفقه إلى طبقة … " فيذكر الأسماء.
(٢) ناظورة الحق في فرضية العشاء وإن لم يغب الشفق، ص: ١٩٢.
(٣) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الإِمَام حَافظ الدّين البُخَارِيّ أَبُو الْفضل، كَانَتْ وِلَادَته فى حُدُود سنة خمس عشرَة وست مائَة ببخارى. تفقه على شمس الأئمة مُحَمَّد بن عبد الستار الكردري، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب وَسَائِر الْعُلُوم، وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْفضل عبد الله بن إِبْرَاهِيم المحبوبي، وسمع مِنْهُ أَبو الْعَلَاء البُخَارِيّ، وَذكره فى مُعْجم شُيُوخه، وَقَالَ: توفّي ببخارى فى النّصْف الثَّانِي من شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة، وَدفن بكلاباذ عِنْد وَالِده جوَار الإِمَام أبي بكر بن طرخان. قَالَ وَكَانَ إِمَامًا عَالما ربانيًا صمدانيًا زاهدًا عابدًا مفتيًا مدرسًا نحريرًا فَقِيهًا قَاضِيًا محققًا مدققًا مُحدثًا جَامعًا لأنواع الْعُلُوم، رَحمَه الله تَعَالَى. ينظر: الجواهر المضية، ٢/ ١٢١ - ١٢٢، رقم ترجمة: ٣٧٥، الفوائد البهية، ص: ١٩٩.

<<  <   >  >>