للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: طبقات الكتب والمسائل في المذهب الحنفي]

كما أن للفقهاء طبقات -كما سبق- فإن للمسائل أو الكتب التي اشتملت عليها ونقلتها طبقات، فيقدم الأعلى منزلة، ويعتمد عليه عند التعارض.

وأما المسائل الفرعية فمنها ما رُوي عن إمام المذهب وأصحابه، ومنها ما استنبطه من جاء بعدهم من الفقهاء؛ فمنها ما يرجح على غيره لأسباب ترجع إلى قوة الدليل أو علو المصدر أو مكانة القائل، ومنها ما هو مردود لعكس ذلك أو غيرها من الأسباب.

وفائدة معرفة طبقات المسائل ترجع إلى تحديد القول الراجح، وتقديم الأقوى على غيره.

وتقسيم المسائل الفرعية عند فقهاء الحنفية إلى ثلاث طبقات (١) تقسيم مشهور وشائع (٢)، وخلاصته:


(١) بعضهم قسمها إلى أربع طبقات كما فعل شاه ولي الله الدهلوي (عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد، ص: ١٩)، وبعضهم إلى خمس (الجامع الصغير مع شرحه النافع الكبير، ص: ٢٢ - ٢٣)، وبعضهم ذكر قسمة شاملة وصلت إلى الثلاثة والعشرين طبقة (المذهب الحنفي، ١/ ٢١٥ - ٢١٧).
(٢) وأول من ذكرها -فيما اطلعت عليه- صاحب الطبقات السنية في تراجم الحنفية (ص: ٤٢ - ٤٦) نقلاً عن ابن الحنائي (ت ٩٧٩ هـ) صاحب طبقات الحنفية، ولم أجدها في طبقاته، ولعله ذكرها في "رسالة في طبقات المسائل" التي نسبها إليه بروكلمان في كتابه: تاريخ الأدب العربي (نسخة مترجمة إلى الإنجليزية)، وذكر لها نسخاً مخطوطة في برلين برقم ٤٨٦٨، وليدن ١٨٨٤، والفاتيكان: ٢/ ١٤٦٠/ ٥. (ينظر: History of the Arabic written tradition، ٢/ ٥٠٦.)
ولم أجدها في النسخة المترجمة إلى العربية (طبعة دار المعارف من ستة أجزاء، وهي ناقصة)، وأفادني بعض الزملاء بوجود النسخة الأخرى طُبعت تحت إشراف الهيئة المصرية العامة للكتاب - ترجمة محمود فهمي حجازي - في عشر مجلدات، لكن لم أطلع عليها.

<<  <   >  >>