للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الطبقة الأولى: مسائل الأصول، وتسمى ظاهر الرواية أيضاً، وهي مسائل رُويت عن أصحاب المذهب، وهم أبو حنيفة، وأبو يوسف (١)، ومحمد (٢) –رحمهم الله تعالى-، ويقال لهم العلماء الثلاثة، وقد يلحق بهم زُفَر (٣)، والحسن بن زياد، وغيرهما، ممن أخذ الفقه من أبي حنيفة –رحمه الله تعالى-، لكن الغالب الشائع في ظاهر الرواية أن يكون قول الثلاثة أو قول بعضهم.


(١) يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم القَاضِي الْأنْصَارِيّ أَبُو يُوسُف … أَخذ الْفِقْه عَنْ الإِمَام وَهُوَ الْمُقدم من أَصْحَاب الإِمَام، وَولى الْقَضَاء لثَلَاثَة خلفاء الْمهْدي وَالْهَادِي والرشيد … رُوي عنه أنه قال: مَا قلت قولا خَالَفت فِيهِ أَبَا حنيفَة إِلَّا وَهُوَ قَول قَالَه ثمَّ رغب عَنهُ … وكان أبو يوسف هو المقدم من أصحاب الإمام، وأول من وضع الكتب على مذهب أبي حنيفة، وأملى المسائل، ونشرها، وبث علم أبي حنيفة في أقطار الأرض، وله الأمالي والنوادر. قَالَ أَحْمد وَابْن معِين وَابْن المدينى: ثِقَة مَاتَ بِبَغْدَاد يَوْم الْخَمِيس وَقت الظّهْر لخمس خلون من ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة، وَقيل لخمس لَيَالٍ خلون من ربيع الآخر سنة إِحْدَى أَوْ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة. ينظر: الجواهر المضية، ٢/ ٢٢١، رقم ترجمة: ٦٩٣، الفوائد البهية، ص: ٢٢٥.
(٢) مُحَمَّد بن الْحسن بن فرقد أَبُو عبد الله الشَّيْبَانِيّ، الإِمَام صَاحب الإِمَام، تكَرر ذكره فى الْهِدَايَة وَالْخُلَاصَة. أَصله من دمشق من قَرْيَة حرسته، قدم أَبوهُ من الْعرَاق فولد مُحَمَّد بواسط، وَصَحب أَبَا حنيفَة، وَأخذ عَنهُ الْفِقْه، ثمَّ عَنْ أبي يُوسُف، وصنف الْكتب، وَنشر علم أبي حنيفَة، ويروي الحَدِيث عَنْ مَالك، وَدون الْمُوَطَّأ وَحدّث بِهِ عَنْ مَالك … وقال عنه الإمام الشافعي : كَانَ إِذا تكلم خُيِّل لَك أَنْ الْقُرْآن أنزل بلغته، قَالَ وَمَا رَأَيْت سمينًا أخف روحًا من مُحَمَّد بن الْحسن، وَمَا رَأَيْت أفْصح مِنْهُ، قَالَ: وَكَانَ يمْلَأ الْقلب وَالْعين … وَكَانَ أَيْضًا مقدمًا فى علم الْعَرَبيَّة والنحو والحساب والفطنة. ولى الْقَضَاء للرشيد بالرقة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة، ثمَّ عزل عَنْهَا، ثمَّ سَار مَعَه إِلَى الرّيّ، وولاه الْقَضَاء بهَا، فَتوفي بهَا سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة، وَهُوَ ابْن ثَمَانٍ وَخمسين سنة فى الْيَوْم الذى مَاتَ فِيهِ الْكسَائي فَقَالَ الرشيد: دفنت الْفِقْه والعربية. ينظر: الجواهر المضية، ٢/ ٤٢ - ٤٤، رقم ترجمة: ١٣٩، الطبقات الكبرى (تهذيب)، ص: ١٣٥.
(٣) زفر بن الهذيل بن قيس البصرى، كان أبو حنيفة يبجِّله ويعظِّمه ويقول هو أقيس أصحابي … كان ثقةً مأموناً، دخل البصرة في ميراث أخيه فتشبَّث به أهل البصرة فمنعوه الخروج منها، ومات بها سنة ثمان وخمسين ومائة ومولده سنة عشر بعد المائة. ينظر: الفوائد البهية، ص: ٧٥، الجواهر المضية، ١/ ٢٤٣، رقم ترجمة: ٦٢٢.

<<  <   >  >>