للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١. دور النشوء والتكوين: وهو دور التأسيس ووضع قواعد المذهب وأصوله الفقهية على يد إمام المذهب وتلاميذه المقربين، ويبدأ من عهد الإمام أبي حنيفة -رحمه الله تعالى- إلى موت آخر الأربعة الكبار، وهو الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي (١) (ت ٢٠٤ هـ) -رحمه الله تعالى-.

٢. دور التوسع والنمو والانتشار: ويبدأ من وفاة الحسن بن زياد اللؤلؤي -رحمه الله تعالى- إلى وفاة عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي (٢) (ت ٧٠١ أو ٧١٠ هـ).

٣. دور الاستقرار: من وفاة النسفي إلى يومنا هذا (٣).


(١) الحسن بن زِيَاد الؤلؤي الْكُوفِي، تكَرر ذكره فى الْهِدَايَة وَالْخُلَاصَة، صَاحب الإِمَام أبي حنيفَة. كان يقظاً فطنا فقيهاً نبيهًا. قَالَ يحيى ين آدم: مَا رَأَيْت أفقه من الْحسن بن زِيَاد. ولى الْقَضَاء بِالْكُوفَةِ ثمَّ استعفى عَنهُ، وَكَانَ محبًّا للسّنة وأتباعها. مات سنة أربع ومائتين. ينظر: الجواهر المضية، ١/ ١٩٣، رقم ترجمة: ٦٠٠، الفوائد البهية، ص: ٦٠.
(٢) عبد الله بن أحمد بن محمود أبو البركات، حافظ الدين النسفي نسبة إلى نَسَف بفتحتين من بلاد السغد فيما وراء النهر. كان إمامًا كاملًا عديم النظير في زمانه، رأسًا في الفقه والأصول، بارعًا في الحديث ومعانيه، تفقّه على شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردرى وعلى حميد الدين الضرير وبدر الدين خواهر زاده، وله تصانيف معتبرة. اختلف في وفاته، قيل: ٧٠١ هـ، وقيل: ٧١٠ هـ. ينظر: الفوائد البهية، ص: ١٠٢، الطبقات السنية، ص: ١٠٦.
(٣) دراسات في الفقه الإسلامي لعبد الوهاب إبراهيم، ص: ٥٩ - ٦٠، والتقسيم نتيجة لما ارتضاه الباحث من تقسيم طبقات علماء المذهب الحنفي حسب مكانتهم العلمية بدل وجودهم الزمني، فأدخل طبقة أو أكثر في دور من الأدوار المذكورة، ولذلك يُخالَف في الدور الثاني مثلاً؛ إذ أجمل وطوى فيه عدداً من التطورات التاريخية التي يمكن اعتبارها دوراً جديداً.
كذلك ربطَ الأدوار الزمنية المحضة بطبقات الفقهاء العلمية، وفيه نظر؛ فكم من المتأخر في الزمان سبق المتقدم وبلغ من العلم والفقه مبلغاً عجز عنه من سبقه، بخلاف ما لو ربطَ الأدوار الزمنية بطبقات الفقهاء الزمنية، إلا إذا لاحظنا في الأدوار الزمنية ملحظاً علمياً، وسيأتي الكلام عن طبقات فقهاء المذهب في المبحث الثاني من التمهيد.

<<  <   >  >>