للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقسيمها من حيث الرواية –وقد سبق الكلام في تقسيم المسائل-، وذلك بأن يقال: كتب ظاهر الرواية، وكتب النوادر، وكتب الفتاوى والواقعات.

- الاعتبار الثاني:

تقسيمها من حيث تقديم بعضها على بعض في الاعتماد إلى:

o المتون (١).

o الشروح (٢).


(١) وهي المختصرات، اعتنى مؤلفوها بنقل المذهب وتمحيصه في الأغلب والأكثر فصارت معتمدة، إلا أن هناك متوناً معتمدة عند المتقدمين، ومتوناً معتمدة عند المتأخرين، التزم مصنفوها بذكر الراجح والمقبول والقوي. والمتون في الغالب ترجع إلى كتب ظاهر الرواية مباشرة أو بالنقل من كتب أخرى، وبعضها ترجع إلى كتب النوادر، ومن هنا اكتسبت قوتها فقُدمت على الشروح، والشروح تقدم على الفتاوى كما سيأتي. فالمتون المعتمدة عند المتقدمين هي متون كبار المشايخ وأجلة الفقهاء كالخصاف (ت ٢٦١ هـ)، والطحاوي (ت ٣٢١ هـ)، والحاكم (ت ٣٣٤ هـ) والكرخي (ت ٣٤٠ هـ)، والجصاص (ت ٣٧٠ هـ) وغيرهم، فتُلحق بكتب الأصول وظواهر الروايات في صحتها وثقة رواتها. والمتون المعتمدة عند المتأخرين هي التي ذكرها ابن عابدين، وهي: الكتاب للقدوري (ت ٤٢٨ هـ)، والبداية للمرغيناني (ت ٥٩٣ هـ)، والوقاية لتاج الشريعة (ت ٦٧٣ هـ)، والمختار للموصلي (ت ٦٨٣ هـ)، والكنز للنسفي (ت ٧١٠ هـ)، والنقاية لصدر الشريعة (ت ٧٤٧ هـ)، والملتقى للحلبي (ت ٩٥٦ هـ). (ينظر: دراسات في الفقه الإسلامي، ص: ٩٢، التعليقات السنية، ص: ١٠٧، شرح المنظومة المسماة بعقود رسم المفتي، ص: ٣١ - ٣٢). وأضاف اللكنوي متناً ثامناً يعتمد عليه متأخرو الحنفية، وهو مجمع البحرين لابن الساعاتي (ت ٦٩٤ هـ). (ينظر الجامع الصغير مع شرحه النافع الكبير، ص: ٢٣). ويظهر أن المتون المعتمدة عند المتقدمين مبنية على ما في كتب ظاهر الرواية والترجيح بين آرائها، وأن المتون المعتمدة عند المتأخرين مبنية في مجملها على كتب ظاهر الرواية جمعاً واختصاراً أو ترجيحاً إضافة على احتوائها لآراء المشايخ الكبار وترجيحاتهم، فالنبع واحد، وإن اختلفت الروافد. (ينظر: دراسات في الفقه الإسلامي، ص: ٩٦).
(٢) المقصود بها شروح المتون المعتمدة بوجه خاص، والشروح الأخرى بوجه عام، وما في المتون مقدم على ما في الشروح، وما في الشروح مقدم على ما في الفتاوى؛ لأن ما يورد في الشروح من المسائل إنما هو لاستئناس ما في المتون من الأصول، وكشف حاله غالباً، فيقيد المطلق، ويخص العام، ويبين المبهم وهكذا. (ينظر: رسالة في بيان الكتب التي يعول علها وبيان طبقات علماء المذهب الحنفي والرد على ابن كمال باشا، ص: ٧١).

<<  <   >  >>