وقال جرير يهجو سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد بن عوف بن عمرو ابن سعد بن ثعلبة بن بارق. وبارق: هو سعد بن عديّ بن حارثة بن امرئ القيس، سمي بارقًا لأنهم نزلوا جبلًا يسمى بارقًا، وكان بشر بن مروان- وهو والي العراق- ندب الشعراء ليتعرضوا لجرير، فأحجموا عنه، فهجاه سراقة، فقال في بعض هجائه:
إن الفرزدق برّزت حُلّابه ... عفوًا، وغودر في الغبار جرير
فبلغ ذلك جريرًا، فقال يرد عليه، وقدم على بشر فأنشده إياها، فأجازه، وخرج من عنده، فرأى فتى يسوي ثيابه في رحله حين ركب، فقال له: يا فتى من أنت؟ قال: بعض من أخزاه الله على يديك .. قال: إن المخزين عندي لكثير، فأيهم أنت؟ قال: أنا الذي تقول له: