فقال جرير بن الخطفى: يا جارية: ادنى منى، فدنت، فقال جرير:
يغور الذي بالشأم أو ينجد الذي ... بغور تهامات فيلتقيان
فقال عبد الملك: خذ الجارية. ثم أقبل عليه فقال: يا جرير. قال: لبيك، قال: أتعرف هذا الرجل؟ يعنى الأخطل قال: لا اعرفه يا أمير المؤمنين.
فانبعث الأخطل، فقال: ألا تعرفني؟ أنا الذي أطلت شتمك وأرَّقت نومك، واهتضمت قومك.
قال: قلت: ذاك وأبيك أشقى لجدّك، لا والذي أعمى بصيرتك وحرّم خنزيرتك، وأذل عشيرتك ما فعلت! وأما قولك: أطلت شتمك فقد فعلت فما كففت ولا انتصرت، وأما قولك: أرقت نومك: فلو كنت نمت عنك وعن عشيرتك، لكان خيرًا لك. وأما قولك: اهتضمت قومك: فكيف يهتضم قومى من ضربت عليه الذلة والمسكنة وباء بغضب من الله؟ .