قال: كان أناس ينشدون شعر الفرزدق، فقال بعضهم: أما ها هنا أحد يروي لجرير شيئًا؟ فقالت امرأة من بني أسد، يقال لها عبلة: بلى، إن له لرواية لا يشينه. فأنشدت شعر جرير فبلغ ذلك الفرزدق، فهجاها، وبلغ ذلك جريرًا فمدحها، فقال جرير:
قال: كان أناس ينشدون شعر الفرزدق، فقال بعضهم: أما ها هنا أحد يروي
١ قولي لهم يا عبل قد خاب قينكم ... وغير وجه القين ذرو السنابك
ذروها: حثيها التراب في وجهه.
٢ فما ضار ما قلتم مهاةً تصرّفت ... بعطف النقا ترعى هجول الدكادك
الهجل: ما اتسع. والنقا: الرمل. والدكداك: ما استوى من الأرض وانبسط.
٣ لعبلة فرع الحيّ قد تعلمونه ... وأطيب عرقٍ في الثرى المتدارك
٤ لها خنزوان في خزيم لم تزل ... تنقل منه في سنامٍ وحارك
الخنزوانة: الكبر والفخر. ع: الحارك ما بين الكتفين.
٥ تنافس فيها عبد شمسٍ وهاشم ... إذا قيل من صهر الكريم المشارك