كان برّاد بن زيد بن أرقم بن سليمان بن نعمان بن مجاشع- وبالنعمان كان يكني مجاشع- جالسًا، وعنده جماعة من قومه: فيهم يزيد بن مسعود النهشلى، وذلك بالكوفة. فأنشده رجل منهم لجرير قصيدة، فقال براد: لقد تعدى ابن المراغة قدره فأبلغها يزيد بن مسعود جريرًا، فقال جرير:
١ ألا حىّ دار الهاجرية بالزُّرق ... وأحبب بها دارًا على البعد والسُّحق
٢ سقتك الغوادى هل بربعك قاطن ... أم الحي ساروا نحو فيحان فالعمق
٣ فقد كنت إذ ليلى تحلك مرة ... لنا بك شوقٌ غير طرق ولا رنق
الرنق: الكدر والطَّرق: الماء الذي قد خيض ولوَّلت فيه الإبل وبعرت.
٤ ألا قل لبرَّاد إذا ما لقينه ... وبيِّن له إن البيان من الصدق
٥ أحقٌ بلاغاتٌ أتتنى مشى بها ... يزيد بن مسعود من الحين والخرق.
٦ فإياك لا تبدر إليك قصيدة ... تغنَّى بها الركبان في الغرب والشرق
٧ ولولا أبو زيد وزيد أكلتم ... جنى ما اجتنيتم من مرير ومن حذق
٨ بني أرقم لا توعدوني فإنني ... أرى لكم حقًّا فلا تجهلوا حقى
٩ وربّوا الذي بيني وبين قديمكم ... وكفوا الأذى عني يلن لكم خلقى