للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[١٠٢]

وفي مجمع الأمثالى للميدانى ٢/ ٢٤٠ ذكر المناسبة التى قيل فيها المثل: (هذه بتلك والبادى اظلم)، قالوا: إن أو من قال ذلك الفرزدق، وذلك أنه كان ذات يوم جالسًا فى نادى قومه ينشدهم، إذ مر به جرير بن الخطفى على راحلة، وهو لا يعرفه، فقال الفرزدق: من ذلك الرجل؟ فقالوا: جرير بن الخطفى! فقال لفتى: ايت أبا حزرة، فقل له إن الفرزدق يقول:

ما فى حر امك إسكة معروف ... لناظرين وما له شفتان

قال: فلحقه الفتى، فأنشده بيت الفرزدق، فقال جرير: ارجع إليه فقل له:

لكن حر امك ذو شفاه جمة ... مخضرة كغباغب الثيران

قال: فرجع الفتى، فأنشده بيت جرير، فضحك الفرزدق، ثم قال: هذه بتلك والبادى أظلم".

[١٠٣]

وفى مخطوطة (أنساب الأشراف ٢/ ٩٥٠): وحدثنى عبد الرحمن بن حرزة قال: نزل جرير بحىّ من بنى قيس بن ثعلبة من ربيعة -وهم خلوف- فلم يصب قرّى، فأنشأ يقول:

ظللنا مرملين بشر حال ... وقد لقى المطىُّ كما لقينا

فمضى غلام منهم إلى الرجال -وهم مجتمعون على رأس أميال من المحلة- لأمر حزبهم، فقال لهم: يابنى قيس -قيس بن ثعلبة- أكلتم! وأخبرهم خبر جرير، فانصرف إليه عدة منهم، فذبحوا له ونحروا، وأحسنوا قراه أيامًا، وزودوه، فرضى، وسار، وجعل يقول:

نزلت بخير حىّ من معد ... فلم أر بالقرى منهم ضنينا

وقوا أعراضهم بقرى وزاد ... معًا وتزودوا مدحًا ثمينا

<<  <  ج: ص:  >  >>