وفي مجمع الأمثالى للميدانى ٢/ ٢٤٠ ذكر المناسبة التى قيل فيها المثل:(هذه بتلك والبادى اظلم)، قالوا: إن أو من قال ذلك الفرزدق، وذلك أنه كان ذات يوم جالسًا فى نادى قومه ينشدهم، إذ مر به جرير بن الخطفى على راحلة، وهو لا يعرفه، فقال الفرزدق: من ذلك الرجل؟ فقالوا: جرير بن الخطفى! فقال لفتى: ايت أبا حزرة، فقل له إن الفرزدق يقول:
ما فى حر امك إسكة معروف ... لناظرين وما له شفتان
قال: فلحقه الفتى، فأنشده بيت الفرزدق، فقال جرير: ارجع إليه فقل له:
لكن حر امك ذو شفاه جمة ... مخضرة كغباغب الثيران
قال: فرجع الفتى، فأنشده بيت جرير، فضحك الفرزدق، ثم قال: هذه بتلك والبادى أظلم".
[١٠٣]
وفى مخطوطة (أنساب الأشراف ٢/ ٩٥٠): وحدثنى عبد الرحمن بن حرزة قال: نزل جرير بحىّ من بنى قيس بن ثعلبة من ربيعة -وهم خلوف- فلم يصب قرّى، فأنشأ يقول:
ظللنا مرملين بشر حال ... وقد لقى المطىُّ كما لقينا
فمضى غلام منهم إلى الرجال -وهم مجتمعون على رأس أميال من المحلة- لأمر حزبهم، فقال لهم: يابنى قيس -قيس بن ثعلبة- أكلتم! وأخبرهم خبر جرير، فانصرف إليه عدة منهم، فذبحوا له ونحروا، وأحسنوا قراه أيامًا، وزودوه، فرضى، وسار، وجعل يقول: