ذكروا أن جريرًا أتاه جفنة من جعفر بن عباية بن شكس الهزّاني يمتدحه، فقال له جرير: إن شئت قلك بعير تختاره من إبلي، وإن شئت فقصيدة بقصيدة فأبى وغضب، وانطلق إلى المرَّار بن منقذ أخي بلغدويَّة، فحمله وأرضاه، فقال جفنة:
لعمرك للمرَّار يوم لقيته ... على النأي خير من جرير وأكرم
فقال جرير يرد عليه:
١ ألا قل لربع بالأفاقين يا اسلم ... يحيَّى على شحط وإن لم يكلَّم
أراد: بالأفاقين يا إسّلم: فليَّين وخفّف كما قال ذو الرمة:
ألا يا اسلمى يا دارميَّ على البلى
وقال الله عز وجل:"ألا يا اسجدوا لله" يريد: ألا يا هؤلاء اسجدوا.
٢ ومن يعط ودَّ الغانيات فإنه ... غنيٌّ ومن يحر منه الودَّ يحرم
٣ ذعرت علينا اليوم وحشًا غريرة ... ونفّرت من أظلالها وحش مستم
كأنه كان يحدثهن فجاء إنسان فنفرن حين رأينه وتوارين. والمستمي الرجل الذي يطلب الوحش في كنسها وإنما يكون ذلك عند طلوع الشِّعرى