فجعل كلما تكلم رجل قطع خطبته، وتكلم جرير، فقطع خطبته وقال: من هذا يا محمد؟
فقال: هذا يا أمير المؤمنين ابن الخطفي.
قال: أمادح الحجاج؟
قال: قلت نعم، ومادحك يا أمير المؤمنين، فأذن له أنشدك أبقاك الله.
قال: بل هات بالحجاج فاندفعت في قولي:
صبرت النفس يا أبي عقيل ... مجاهدة فكيف ترى الثوابا
ولو لم يرض ربك لم ينزِّل ... مع النصر الملائكة الغضابا
إذا سعر الخليفة نار حرب ... رأى الحجاج أثبها شهابا
قال: هو كذا. قال وورائي الأخطل جالسًا في الحلقة لا أراه أو حذائي. قال: ثم قال: هات بالحجاج فأنشدته:
طربت لعهد هيجته المنازل ... وكيف تصابى المرء والشيب شامل
قال: فما نزعت عنها حتى خيّّل إليَّ في وجه أمير المؤمنين الغضب. ثم قال: هات للحجاج، فأنشدته:
هاج الهوى لفؤادك المهتاج ... فانظر بتوضح باكر الأحداج
حتى أتيت على قولي:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute