كعب بن مامة الإيادي وابن سعدي أوس بن حارثة بن لام الطائي؛ وكان من جود كعب: أنه خرج في رفقة فيها أخلاط من العرب، فنفد ماؤها، فجعلوا يشربونه بالحصى. فلما نزلوا اقتسموا ماءهم، فنظر إلى كعب بن مامة رجل من النمر بن قاسط. فلما رآه ينظر إليه آثره بمائة وقال: أعط أخاك النمري يصطبح. فلما نزلوا المنزل الآخر اقتسموا ما بقي معهم من الماء، فنظر إليه النمري أيضًا فقال: أعط أخاك النمري يصطبح، فآثره بمائه، فرحل القوم ولا قوة لكعب على الرحيل. فقيل له: يا كعب هذا الماء أمامك ترد عن قليل، فلم يقدر على النهوض، فارتحل القوم وخيل عليه خيال يمنعه من السباع، فمات عطشًا، فقال أبوه مامة يرثيه:
أوفى على الماء كعب ثم قيل له ... رد كعب إنك ورَّاد فما وردا
ما كان من سوقةٍ أسقى على ظمأٍ ... خمرًا بماء إذا ناجودها بردا
من ابن مامة كعب ثم عيّ به ... زوُّ المنية إلا حرَّةً وقدي