للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحمل عليه أيضاً قول أحمد حين سئل عن أبي ريحانة هل سمع من سفينة؟ فقال: " ينبغي، هو قديم، قد سمع من ابن عمر ".

قال ابن رجب: " لم يقل إن حديثه عن سفينة صحيح متصل، إنما قال: هو قديم، ينبغي أن يكون سمع منه، وهذا تقريب لإمكان سماعه، وليس في كلامه أكثر من هذا" (١).

ومن النصوص التي تؤيد ما أشار إليه ابن رجب، من أن ذكرهم للقرائن قد يكون الغرض منه تقريب السماع قول أحمد في رواية خلاس بن عمرو، عن علي، قال أبو داود: "قلت لأحمد: خلاس سمع من علي؟ قال: قد سمع من عمار، وكان في الشرط مع علي، فلا يكون سمع من عمار إلا وقد أدرك علياً" (٢).

ومراد أحمد هنا تقريب سماعه من علي، فإنه يروي عنه، وكان في شرطته، وقد سمع من عمار، وعمار مات قبل علي، لكن ليس في كلامه هذا إثبات السماع، فقد قال في رواية: "خلاس، عن علي: كتاب" (٣)، وفي رواية: "كان من شرطة علي، وروايته عن علي يقال: كتاب" (٤).

ومن ذلك أيضاً قول أبي حاتم حين سئل عن سماع الحسن من محمد بن


(١). " شرح علل الترمذي " ٢: ٥٩٩.
(٢). "مسائل أبي داود" ص ٤٢٦، وانظر: "مسائل صالح" ص ٧١، و"العلل ومعرفة الرجال" ١: ٤٣٠.
(٣). " الضعفاء الكبير" ٢: ٢٩.
(٤). "أحوال الرجال" ص ١٩٦.

<<  <   >  >>