دونَ نوعٍ بِخبرٍ ولا غيره - أنهم موصوفون بجميع معاني النفقات المحمود عليها صاحبها من طيب ما رزقهم ربهم من أموالهم وأملاكهم، وذلك الحلال منه الذي لم يَشُبْهُ حرام).
قال ابن عباس:(أي يصدقون بما جئت به من الله وما جاء به من قبلك من المرسلين لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاؤوا هم به من ربهم).
وقال صاحب الظلال:(وهي الصفة اللائقة بالأمة المسلمة وارثة العقائد السماوية ووارثة النبوات منذ فجر البشرية).
والآخرة تأنيث الآخر الذي هو نقيض الأول وسميت بذلك لأنها متأخرة عن الدنيا.
وقد قيل للدنيا دنيا لأنها أدنى من الآخرة. والإيقان هو إتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه. وفي لغة العرب: أيقنت واستيقنت وتيقّنْت كله بمعنى واحد وهو اليقين أي العلم وزوال الشك. وربما استعمل العرب اليقين بالتعبير عن الظن أو عبروا عن اليقين بالظن. فوصف الله أولئك المتقين بالإيمان بالوحي واليقين بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان والحشر وكل ما أخبر الله ورسوله عن أمر الآخرة فهم مصدقون به معتقدون بحصوله يدينون الله بالإيمان به، وهم من ذكر هذه الأهوال مشفقون خائفون وجلون.
والوحي الذي أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - هو القرآن والشرع العظيم المجموع في هديه وسنته، وأما الوحي الذي أخبرنا الله أنه أنزل من قبله فهو الزبور والتوراة والإنجيل وصحف إبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم.
فالتوراة: كتاب من كتب الله سبحانه، أنزله على كليمه موسى عليه الصلاة والسلام، لبيان الأحكام الشرعية والعقائد الصحيحة المَرْضية، والتبشير بظهور نبي من بني إسماعيل تختم به النبوة للبشرية، ويهديهم إلى لشرع الكمال والجمال.