للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما إلا دخل الجنة. (وفي رواية: فيحجبَ عن الجنة)] (١).

وله شاهد عند أبي يعلى من حديث عمر بلفظ: [أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يأتي بهما عبدٌ مُحِقٌّ إلا وقاه الله حرَّ النار] (٢).

وقرأ نافع وبعض أهل الحجاز والمدينة {يَوْمُ يَنْفَعُ} بنصب {يَوْمُ} على الظرفية أو غير ذلك. ورفع الباقون، ومنهم قراء العراق: {يَوْمُ يَنْفَعُ} أي: خبر لهذا. وهناك قراءة ثالثة: {يَوْمُ يَنْفَعُ} وهي قراءة الأعمش. والقراءتان الأولى والثانية مشهورتان أكثر.

وقوله: {لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}.

أي: من تحت غرفها وأشجارها، وقد بشرهم الله بالخلود في هذا النعيم، فهو لا يزول عنهم ولا يوالون عنه.

وقوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.

أي: هذا هو سبب ذلك النعيم وهذا الخلود، حصول الرضا من الله عنهم، بعد أن رضوا بالله ربًا وبنبيه رسولًا، وبالإسلام دينًا.

وقوله: {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

أي: الظفر الكبير والغنيمة العظمى، فلا شيء في هذا الوجود أجل من رضوان الله، ولا شيء أجمل من جنة الله التي تتألف من جنان ثمان، تعلوها جنة الفردوس.

أخرج ابن حبان في صحيحه، بسَند على شرط الشيخين، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله عز وجل: هل تشتهون شيئًا فأزيدكم؟ فيقولون: ربنا وما فوق ما أعطيتنا؟ قال: فيقول: رضواني أكبر] (٣).


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه (١/ ٤٢). انظر مختصر صحيح مسلم (١٠) ص (١٠) كتاب الإيمان. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.
(٢) صحيح لشواهده. أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (١/ ١٩٩ - ٢٠٠/ ٢٣٠) -والسياق له-، وأخرجه البزار (١/ ١٣/ ١١) -مختصرًا-. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم (٣٢٢١).
(٣) حديث صحيح. أخرجه ابن حبان (٢٦٤٧)، والحاكم (١/ ٨٢)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وأقره الألباني. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٣٣٦)، ورواه ابن جرير (٦/ ٢٦٢/ ٦٧٥١)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (٢/ ١٤١/ ١)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>