للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الله حُفاة عُراة غُرْلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}. ألا وإن أول الخلائق يُكْسَى يوم القيامة إبراهيم .. ] الحديث (١).

وقال القرطبي: ({نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}: أي: بالعلم والفهم والإمامة والملك). وقوله: {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}.

قال القاسمي: ({حَكِيمٌ} في رفعه وخفضه، {عَلِيمٌ} بحال من يرفعه واستعداده له).

وقال شيخ المفسرين: (إن ربك، يا محمد، {حكيم}، في سياسته خلقَه، وتلقينه أنبياءَه الحجج على أممهم المكذبة لهم، الجاحدة توحيد ربهم، وفي غير ذلك من تدبيره, {عَلِيمٌ}، بما يؤول إليه أمر رسله والمرسل إليهم، من ثبات الأمم على تكذيبهم إياهم، وهلاكهم على ذلك، أو إنابتهم وتوبتهم منه بتوحيد الله تعالى ذكره وتصديق رسله، والرجوع إلى طاعته).

٨٤ - ٩٠. قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٤) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٥) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (٨٦) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٨٧) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٨٨) أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (٨٩) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (٩٠)}.

في هذه الآيات: اختصاصُ الله سبحانه إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذرية فيها النبوة، منهم ابنه إسحاق، وابن ابنه يعقوب، هديناهم لسبيل الرشاد، كما هدينا


(١) حديث صحيح. غُرْلًا أي غير مختونين. انظر مختصر صحيح مسلم (٢١٥١) ص (٥٧١). ورواه البخاري في صحيحه (٣٣٤٩)، ضمن حديث أطول.

<<  <  ج: ص:  >  >>