للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغسَّاق، وآخرَ من شكله أزواج، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج] (١).

الحديث الثالث: أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعًا: [وإن الكافر إذا خرجت روحُه - قال حمّاد وذكر من نَتْنِها، وذكَرَ لَعْنًا - ويقول أهل السماء: روحٌ خبيثةٌ جاءت من قِبَلِ الأرض، قال: فيقال: انطلقوا به إلى آخر الأجل] (٢).

وقوله: {وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}.

قال القرطبي: (أي: تتعظمون وتأنفون عن قبول آياته).

وقوله: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}.

قال ابن جرير: "فرادى" وحدانًا لا مال معهم، ولا إناث، ولا رقيق، ولا شيء مما كان الله خولهم في الدنيا، {كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}، عراة غلفًا غرلًا حفاة، كما ولدتهم أمهاتهم، وكما خلقهم جل ثناؤه في بطون أمهاتهم لا شيء عليهم ولا معهم مما كانوا يتباهون به في الدنيا).

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [يا أيها الناس! إنكم تحشرون إلى الله حُفاة عُراة غُرْلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}] الحديث (٣).

وقوله: {وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ}.

أي: أتيتمونا مجردين من كل ما أعطيناكم وما مَلّكْناكم في هذه الحياة الدنيا، وخلفتم وراءكم النعم والأموال التي اقتنيتموها فلم يعد لكم فيها من لذة أو متاع. وأصل الخَوَل: ما أعطاه الله للإنسان من العبيد والنعم.

أخرج الإمام مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، من حديث قَتادة عن مُطَرِّف، عن أبيه قال: [أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} قال: يقولُ ابن آدم: مَالِي،


(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجه (٤٢٦٢)، وأحمد (٢/ ٦٤ - ٢٨٨ - ٢٩٦)، وله شواهد كثيرة.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٧٢) - كتاب الجنة ونعيمها - باب: عرض مقعد الميت من الجنة والنار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه. وحماد: هو حمّاد بن زيد، أحد الرواة.
(٣) حديث صحيح. انظر مختصر صحيح مسلم (٢١٥١) ص (٥٧١). وغُرْلًا: أي غير مختونين.

<<  <  ج: ص:  >  >>