للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَالِي. قال: وهَلْ لكَ، يا ابن آدَمَ! مِنْ مَالِكَ إلَّا ما أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أو لَبِسْتَ فأبْلَيْتَ، أو تَصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ] (١).

وروى مسلم نحوه من حديث أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [يقول العَبْدُ: مالِي، مالِي، إنما له مِنْ مالِهِ ثلاثٌ: ما أَكَلَ فأفنى، أو لَبِسَ فَأَبْلَى، أو أَعْطَى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ، وتاركه للنَاس] (٢).

وقوله: {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ}.

قال السدي: (فإن المشركين كانوا يزعمون أنهم كانوا يعبدون الآلهة, لأنهم شفعاء يشفعون لهم عند الله، وأن هذه الآلهة شركاء لله).

والآية توبيخ للمشركين وتقريع بفساد منهجهم، فإنهم ظنوا أن الأمر في الآخرة يمكن أن يعالج بمثل ما كانوا يعالجون قضايا حياتهم الدنيا، فأخبرهم الله سبحانه أنه لا ينفع اليوم واسطة ولا رشوة، ثم لا شفاعة لتلك الآلهة التي كانوا يعبدونها، وإنما الشفاعة يوم القيامة للملائكة والنبيين والصالحين حين يأذن الله تعالى لهم، وشفاعتهم منحصرة بالمؤمنين دون الكافرين والمشركين.

وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: ٢٢ - ٢٤].

٢ - وقال تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ} [الشعراء: ٩٢، ٩٣].

٣ - وقال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (٩٩) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ} [الأنبياء: ٩٨ - ١٠٠].

وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الله لا يظلم


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه - حديث رقم - (٢٩٥٨) - كتاب الزهد - باب: الدنيا سجن للمؤمن وجنة للكافر. ورواه أحمد في المسند (٤/ ٢٤)، والترمذي (٢٣٤٢)، والنسائي (٦/ ٢٣٨)، وابن حبان (٧٠١). من حديث قتادة عن مُطرِّف عن أبيه مرفوعًا.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٩٥٩) - كتاب الزهد. الباب السابق، وله شواهد كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>