للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا}.

أي: السنابل التي حبُّها يركب بعضه بعضًا.

قال ابن عباس: (يريد القمح والشعير والسُّلت (١) والذرة والأرز وسائر الحبوب).

وقال السدي: (فهذا السنبل). والمقصود أنه يركب بعضه على بعض كالسنبلة.

وقوله: {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ}.

أي: عذوق قريبة متهدلة.

قال ابن عباس: (يعني بـ "القنوان الدانية"، قصار النخل، لاصقة عُذُوقها بالأرض).

وقال قتادة: (عذوق متهدلة). وقال البراء: (قريبة). وقال الضحاك: (يعني النخل القصار الملتزقة بالأرض، و"القنوان" طلعه).

والمقصود: أنها دانية قريبة المنال، لتهدّل العُذوق من الطلع.

والقِنْوان: جمع قِنْو أو قُنْو، وهو العِذْق.

وقوله: {وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ}.

أي: وأخرجنا كذلك بساتين من أعناب.

وقوله: {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}.

أي: متشابهًا في الأوراق، أو النظر، مختلفًا في المذاق والطعم.

قال قتادة: (مشتبهًا ورقه، مختلفًا ثمره). وقال ابن جرير: (مشتبهًا في النظر، وغيرَ متشابه في الطعم، مثل الرمانتين لونهما واحد وطعمهما مختلف).

قال القرطبي: (وخصّ الرمان والزيتون بالذكر لقربهما منهم ومكانهما عندهم. وهو كقوله: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}. ردّهم إلى الإبل لأنها أغلب ما يعرفونه).

وقوله: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ}.

أي: تدبروا في صنع الله سبحانه إذ أخرجه لكم من العدم ثمارًا مختلفة الألوان والأشكال والروائح والطعوم، وبعد أن كان حطبًا صار عنبًا ورطبًا، فإذا أنتم تنعمون به عند نضجه وبلوغه حين ينضج ويبلغ.

قال ابن عباس: ({ينعه} نضجه). وقال: (يعني: إذا نضج).


(١) السُّلت: ضرب من الشعير أبيض لا قشر له.

<<  <  ج: ص:  >  >>