للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن أبي يَعفُور قال: [سألت عبد الله بن أبي أوفى عن الجراد، فقال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات نأكل الجراد] (١).

الحديث الثالث: أخرج الطبراني بسند حسن عن أبي زهير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا تقتلوا الجراد، فإنه من جند الله الأعظم] (٢).

قلت: الراجح أنه النهي عن قتله لغير الحاجة لأكله، أما إن كان الجراد بكميات كبيرة تؤذي الزرع ولا سبيل لطرده دون قتله، جاز قتله واستخدام المبيدات ضده، فإنه لا ضرر ولا ضرار.

وأما {الْقُمَّلَ} في معناه أقوال:

١ - قال ابن عباس: (هو السوس الذي يخرج من الحنطة).

٢ - وقال السدي: (الدَّبى، القمّل). والدّبى: صغار الجراد الذي لا أجنحة له.

٣ - وقال سعيد بن جبير: (القمّل: دواب سود صغار).

٤ - وقال ابن زيد: (زعم بعض الناس في القمل أنها البراغيث).

٥ - وقال عطاء الخراساني: (القُمَّل: القَمْل).

٦ - وقال أبو عبيدة: (القمّل: الحَمْنَان). وهو ضرب من القُراد، واحدها حَمْنانة. فأكلت دوابَّهم وزروعهم، ولزمت جلودهم كأنها الجُدري عليهم ومنعتهم النوم والقرار.

٧ - وقال حبيب بن أبي ثابت: (القمّل الجِعلان). وهو دابة سوداء من دواب الأرض.

قلت: لما عاهد القوم موسى أن يؤمنوا لو كشف عنهم الجراد، فدعا فكشف وقد بقي من زروعهم شيء فاعتبروها كافية، وجحدوا مرة أخرى، فسلط الله عليهم القُمّل، وهي أصغر من الجراد على ما مضى، حتى رأوا العنت والهلاك، فتضرعوا فلما كشف عنهم لم يؤمنوا، فسلط الله عليهم الضفادع.


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٤٩٥)، ومسلم (١٩٥٢)، وأبو داود (٣٨١٢)، والترمذي (١٨٢٢)، وأخرجه أحمد (٤/ ٣٥٧)، والنسائي (٧/ ٢١٠)، وابن حبان (٥٢٥٧)، والبيهقي (٩/ ٢٥٧). من حديث أبي يعفور عن عبد الله أبي أوفى رضي الله عنه.
(٢) حديث حسن. أخرجه الطبراني (٢٢/ ٢٩٧)، وفي مسند الشاميين (١٦٥٦)، والأوسط (١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>