للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله: {وَالضَّفَادِعَ}.

جمع ضفدع، وهي المعروفة التي تكون في الماء. وقد ورد النهي عن قتلها وبالتالي أكلها، في أحاديث:

الحديث الأول: أخرج ابن ماجه وأبو داود وأحمد - واللفظ لابن ماجه - عن أبي هريرة قال: [نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل الصُرَد والضفدع والنملة والهدهد] (١).

الحديث الثاني: أخرج أبو داود بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عثمان: [أن طبيبًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن ضِفْدَعٍ يجعلها في دواء، فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قتلها] (٢).

الحديث الثالث: يروي النسائي بسند صحيح عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [لا تقتلوا الضفادع] (٣).

والخلاصة في معنى هذه الآية: لقد سلّط الله عليهم الضفادع حتى كانت تقع في طعامهم وشرابهم، وإذا تكلم الرجل تقع في فيه.

يروي ابن جرير بسنده عن سعيد بن جبير قال: (لما أتى موسى فرعون قال له: أرسل معي بني إسرائيل! فأبى عليه، فأرسل الله عليهم الطوفان - وهو المطر - فصبّ عليهم منه شيئًا، فخافوا أن يكون عذابًا، فقالوا لموسى: ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر، فنؤمن لك، ونرسل معك بني إسرائيل! فدعا ربه، فلم يؤمنوا، ولم يرسلوا معه بني إسرائيل، فأنبت لهم في تلك السنة شيئًا لم ينبته قبل ذلك من الزرع والثمر والكلأ. فقالوا: هذا ما كنا نتمنَّى، فأرسل الله عليهم الجراد فسلَّطه على الكلأ، فلما رأوا أثَره في الكلأ عرفوا أنه لا يُبقي الزرع. فقالوا: يا موسى، ادْعُ لنا ربك فيكشف عنا الجرادَ فنؤمن لك، ونرسل معك بني إسرائيل! فدعا ربه، فكشف عنهم الجرادَ، فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل! فداسُوا وأحرزُوا في البيوت، فقالوا: قد أحرزْنا! فأرسل الله عليهم القُمَّل - وهو السُّوس الذي يخرج منه - فكان الرجل يخرج عشرة أجرِبةٍ إلى


(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجه في السنن - حديث رقم - (٣٢٢٣) - باب ما ينهى عن قتله، وانظر سنن أبي داود (٥٢٦٧)، ومسند أحمد (١/ ٣٣٢)، وسنن الدارمي (٢/ ٨٨)، والبيهقي (٩/ ٣١٧)، وصححه ابن حبان (٥٦٤٦).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٥٢٦٩) - باب في قتل الضفدع، وأخرجه النسائي (٧/ ٢١٠).
(٣) حديث صحيح. أخرجه النسائي - انظر صحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (٧٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>