للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحى، فلا يردّ منها ثلاثة أقفزة. فقالوا: يا موسى، ادع لنا ربك يكشف عنا القمَّل، فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل! فدعا ربَّه فكشف عنهم، فأبوا أن يرسلوا معه بني إسرائيل. فبينا هو جالس عند فرعون، إذ سمع نقيق ضِفْدَع فقال فرعون: ما تلقى أنت وقومك من هذا! فقال: وما عسى أن يكون كيدُ هذا! فما أمسوا حتى كان الرجل يجلس إلى ذَقْنِهِ في الضفادع، ويهمُّ أن يتكلم فتثب الضفادع في فيه. فقالوا لموسى: ادع لنا ربك يكشف عنا هذه الضفادع، فنؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فكشف عنهم فلم يؤمنوا، فأرسل الله عليهم الدم، فكان ما استقوا من الأنهار والآبار، أو ما كان في أوعيتهم، وجدُوه دمًا عَبِطًا (١) فشكوا إلى فرعون فقالوا: إنا قد ابتلينا بالدّم، وليس لنا شراب! فقال: إنه قد سحركم! فقالوا: من أين سحرنا، ونحن لا نجد في أوعيتنا شيئًا من الماء إلا وجدناه دمًا عبيطًا؟ فأتوه فقالوا: يا موسى، ادعُ لنا ربك يكشف عنا هذا الدم، فنؤمن لك، ونرسل معك بني إسرائيل! فدعا ربه فكشف عنهم، فلم يؤمنوا، ولم يرسلوا معه بني إسرئيل).

وقوله: {وَالدَّمَ}.

قال النسفي: (أي: الرعاف، وقيل مياههم انقلبت دمًا حتى إن القبطي والإسرائيلي إذا اجتمعا على إناء فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء، وما يلي القبطي دمًا، وقيل سال عليهم النيل دمًا).

والخلاصة: لقد سلّط الله عليهم الدم عندما نقضوا العهد مرة بعد مرة، حتى اختلط الدم بمياه أنهارهم وآبارهم وأوعيتهم، وتعطل شرابهم وفسد لعلهم بذلك يتوبون إلى الله ويتذكرون.

وقوله: {آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ}.

قال ابن إسحاق: (أي: آية بعد آية، يتبع بعضها بعضًا). وقال مجاهد: {آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ}، قال: معلومات) أي: واضحات دالات.

وقوله: {آيَاتٍ}.

هو في محل نصب حال من المنصوبات قبل.


(١) العَبِطُ والعبيط: الطريّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>