قال القاسمي:{فَاسْتَكْبَرُوا} أي: عن الإيمان، فلم يؤمنوا لموسى، ويرسلوا معه بني إسرائيل {وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ} أي: عاصين كافرين. قال الجشميّ: تدل الآية على عناد القوم، وإصرارهم على الكفر وجهلهم، حيث عاهدوا في كل آية يأتي بها على صدقه وإثبات العهد، أنهم لا يؤمنون بها. وليس هذا عادة مَنْ غَرَضُه الحق. وتدل على ذم من يرى الآيات ولا يتفكر فيها. وتدل على وجوب التدبر في الآيات).
قال ابن عباس:({لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ}، قال: الطاعون). وقال مجاهد:({الرِّجْزَ}: العذاب).
وقيل المراد بالرجز ما تقدم من الآيات، وقيل هو العذاب الأخير وهو الدم. وكلها واردة محتملة في المعنى.
وفي قوله:{ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} - ما مصدرية، أي: بعهده عندك وهو النبوة. قال النسفي:(والباء تتعلق بادع أي: ادع الله لنا متوسلًا إليه بعهده عندك). وقال الشهاب:(سميت النبوة عهدًا، لأن الله عهد إكرام الأنبياء بها، وعهدوا إليه تحمل أعبائها، أو لأن لها حقوقًا تحفظ، كما تحفظ العهود. أو لأنها بمنزلة عهد ومنشور من الله تعالى). والخلاصة: لقد عاهدوا موسى - عليه السلام - لئن رفعت عنا الرجز لنصدق بك وبدعوتك ولنقرن لك.
قال ابن جرير:({وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}، يقول: ولتُخَلِّيَنَّ معك بني إسرائيل، فلا نمنعهم أن يذهبوا حيث شاؤوا).
أي: فلما رفع الله عنهم العذاب - بدعاء موسى عليه الصلاة والسلام - ليستوفوا أيامًا في هذه الحياة إلى أن يحين وقت هلاكهم وغرقهم - إذا هم ينقضون العهود ويرجعون إلى كفرهم ومكرهم.
قال مجاهد:({إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ}، قال: عدد مسمّى لهم من أيامهم).
وقال القرطبي:({إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ} يعني أجلهم الذي ضرب لهم في التغريق).