للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌ ولا حُزْنٌ فقال: اللهم، إني عبدُك، ابن عبدك، ابن أَمَتك، ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عَدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سَمَّيْتَ به نفسَك، أو أنزلته في كتابك، أو أعلمتَهُ أحدًا من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندَك، أن تجعل القرآن العظيم ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاء حزني، وذهاب هَمِّي - إلا أذهب الله همَّهُ وحَزَنَه، وأبدله مكانه فَرَجًا. فقيل: يا رسولَ الله، أفلا نتعلّمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها] (١).

وقوله: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}.

قال قتادة: ({يلحدون}، يشركون).

قال ابن عباس: (إلحاد الملحدين: أن دعَوا "اللات" في أسماء الله). وقال: (الإلحاد: التكذيب).

وقال ابن جريج عن مجاهد: ({وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}، قال: اشتقوا "اللات" من الله، واشتقوا "العُزَّى" من العزيز).

قال ابن كثير: (وأصل الإلحاد في كلام العرب: العدلُ عن القصد، والميلُ والجورُ والانحراف، ومنه اللحدُ في القبر، لانحرافه إلى جهة القبلة عن سمت الحفر).

وقال القاسمي: ({سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} يعني في الآخرة، من جحدهم إياها ونفورهم عن الإيمان بها).

وقوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}.

قال ابن جريج: (ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هذه أمتي! قال: بالحق يأخُذون ويعطون ويَقْضون).

قلت: ولا شك أن المقصود بهذه الآية هو هذه الأمة المحمدية التي هي خير أمة أخرجت للناس كما قال جل ذكره: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: ١١٠].


(١) حديث إسناده جيد. أخرجه أحمد في المسند (١/ ٣٩١)، (١/ ٤٥٢)، وأبو يعلى (٥٢٩٧)، والحاكم في المستدرك (١/ ٥٠٩)، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (٩٧٢) من طرق عن فضيل بن مرزوق به، وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>