للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحظة، فهَلّا كان اعتبار المعاندين المستكبرين باحتمال اقتراب نهايتهم، وحين الغرغرة لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا.

وقوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.

المعنى: إنه من كتب الله عليه الضلالة والشقاء - نتيجة إصراره على الكبر والشرك والظلم - فلا سبيل إلى تنوير قلبه بالهداية - ثم الله - تعالى - يذرهم في غيهم وتخبطهم وبغيهم يتحيّرون.

وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. . .} [المائدة: ٤١].

٢ - وقال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: ١٠١].

٣ - وقال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف: ٥].

أخرج الترمذي والحاكم بسند صحيح عن أنس مرفوعًا: [إذا أراد الله بعبد خيرًا عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبد شرًا أمسك عليه ذنوبه حتى يوافيه يوم القيامة] (١).

١٨٧ - ١٨٨. قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٧) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١٨٨)}.

في هذه الآيات: يخبر تعالى نبيّه عن سؤال قومه قريش له عن ميعاد الساعة، فقل لهم - يا محمد - إن علمها محكوم بأمر الله لا يُظهر أمرها وعلاماتها إلا هو سبحانه،


(١) حديث صحيح. أخرجه الترمذي في الجامع (٢/ ٦٤)، والبيهقي في "الأسماء" (ص ١٥٤)، من حديث أنس بن مالك مرفوعًا، ورواه حبان (٢٤٥٥) نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>