للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}.

قال ابن جرير: (يقول: واعلموا أن الله مع ذلك مُضْعِفُ، {كَيْدِ الْكَافِرِينَ}، يعني: مكرهم، حتى يَذِلُّوا وينقادوا للحق، أو يُهْلَكوا).

وقال النسفي: {ذَلِكُمْ} إشارة إلى البلاء الحسن، ومحله الرفع، أي الأمر ذلكم). واختار شيخ المفسرين أن {ذَلِكُمْ} تشمل قتل المشركين، ورميهم حتى انهزموا، وابتلاء المؤمنين البلاء الحسن بالظفر بهم، وإمكانهم من قتلهم وأسرهم.

١٩ - ٢٥. قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (٢١) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (٢٢) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٥)}.

في هذه الآيات: يخاطب الله تعالى المشركين يوم بدر: إن تطلبوا القضاء أو تستنصروا وترغبوا في الفصل فقد جاءكم ما سألتم، من الذل الذي كتبه الله عليكم بكفركم، وإن تنتهوا عن الكفر والتكذيب فهو خير لكم في دنياكم وأخراكم، وإن تعودوا إلى العناد والكفر نعد عليكم بوقعة مشابهة في الخزي والألم ولن تغني عنكم جموع الدنيا حينئذ، فإن من كان الله في نصره لا تغلبه فئة ولو كثرت.

يا أيها الذين آمنوا التزموا طاعة الله ورسوله واحذروا الفرار والتولي عن نبيّه وأنتم تسمعون ما يتلى عليكم من البراهين والحجج وآيات الذكر الكريم.

وإياكم من ترك العمل بالعلم أو فصل القول عن العمل، شأن المنافقين أو

<<  <  ج: ص:  >  >>