للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا} [الزمر: ٢٩]، والله ما يستويان {الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}).

وقال مجاهد: (ضرب الله هذا المثل، والمثل الآخر بعده لنفسه، والآلهة التي تعبد من دونه).

يروي ابن جرير ورجاله رجال الصحيح عن ابن عباس: [في قوله عز وجل: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا} قال: نزلت في رجل من قريش وعبده، وفي قوله: {مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} إلى قوله {وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} قال: هو عثمان بن عفان. قال: والأبكم الذي أينما يوجهه لا يأتي بخير ذاك مولى عثمان بن عفان، كان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المؤونة، وكان الآخر يكره الإسلام ويأباه، وينهاه عن الصدقة والمعروف، فنزلت فيهما] (١).

قال قتادة: ({لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} هو الوثن {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} قال: الله يأمر بالعدل).

قال النسفي: (الأبكم الذي ولد أخرس فلا يَفْهم ولا يُفهم {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} أي ثقل وعيال على من يلي أمره ويعوله {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ} حيثما يرسله ويصرفه في مطلب حاجة أو كفاية مهم لم ينفع ولم يأت بنجح {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} أي ومن هو سليم الحواس نفاع ذو كفايات مع رشد وديانة، فهو يأمر بالعدل والخير {وَهُوَ} في نفسه {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} على سيرة صالحة ودين قويم. وهذا مثل ثان ضربه لنفسه ولما يفيض على عباده من آثار رحمته ونعمته وللأصنام التي هي أموات لا تضر ولا تنفع).

٧٧ - ٧٩. قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٧٧) وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ


(١) حديث صحيح. أخرجه ابن جرير في "التفسير" (٢١٨١٤) - ورجاله رجال الصحيح. وانظر: "الصحيح المسند من أسباب النزول" - الوادعي - سورة النحل، آية (٧٥ - ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>