وفي سنن أبي داود ومسند أحمد، بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [مَنْ أصابَتْهُ فاقَةٌ فأنزلها بالناس لم تُسَدّ فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى، إما بموت عاجلٍ، أو غِنى عاجل](١).
في هذه الآيات: أَمْرُ الله تعالى بإفراده بالعبادة والإحسان للوالدين، وخفض الجناح لهما والدعاء لهما، والله أعلم بمن يقوم بحق التعظيم له والبر بالوالدين، وهو سبحانه للأوابين والتائبين غفور رحيم.
فقوله:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}. قال ابن عباس:(يقول: أمر) - أي هكذا أمر تعالى بإفراده سبحانه بالعبادة لا شريك له. وقال قتادة: (أمر ألا تعبدوا إلا إياه. وفي حرف ابن مسعود:"وصَّى ربك ألا تعبدوا إلا إياه"). وعن مجاهد:({وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} قال: وأوصى ربك).
وقوله:{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}. قال ابن جرير:(يقول: وأمركم بالوالدين إحسانًا أن تحسنوا إليهما وتبرّوهما).
(١) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن - حديث رقم - (١٦٤٥) - كتاب الزكاة - باب في الاستعفاف، وانظر صحيح سنن أبي داود (١٤٤٨)، وأخرجه أحمد في المسند (١/ ٤٠٧)، وأبو يعلى (٥٣١٨)، وصححه الحاكم (٢/ ٤٠٨) ووافقه الذهبي.