للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقصود: لا تشرك أيها الإنسان بالله الذي بيده نصرك وعونك ونفعك وضرّك، بل أفرده بالعبادة والتعظيم، فإنه وحده مالك النفع والضر لك.

وفي التنزيل: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: ١٦٠].

وفي سنن أبي داود ومسند أحمد، بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [مَنْ أصابَتْهُ فاقَةٌ فأنزلها بالناس لم تُسَدّ فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى، إما بموت عاجلٍ، أو غِنى عاجل] (١).

٢٣ - ٢٥. قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (٢٥)}.

في هذه الآيات: أَمْرُ الله تعالى بإفراده بالعبادة والإحسان للوالدين، وخفض الجناح لهما والدعاء لهما، والله أعلم بمن يقوم بحق التعظيم له والبر بالوالدين، وهو سبحانه للأوابين والتائبين غفور رحيم.

فقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}. قال ابن عباس: (يقول: أمر) - أي هكذا أمر تعالى بإفراده سبحانه بالعبادة لا شريك له. وقال قتادة: (أمر ألا تعبدوا إلا إياه. وفي حرف ابن مسعود: "وصَّى ربك ألا تعبدوا إلا إياه"). وعن مجاهد: ({وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} قال: وأوصى ربك).

وقوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}. قال ابن جرير: (يقول: وأمركم بالوالدين إحسانًا أن تحسنوا إليهما وتبرّوهما).


(١) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن - حديث رقم - (١٦٤٥) - كتاب الزكاة - باب في الاستعفاف، وانظر صحيح سنن أبي داود (١٤٤٨)، وأخرجه أحمد في المسند (١/ ٤٠٧)، وأبو يعلى (٥٣١٨)، وصححه الحاكم (٢/ ٤٠٨) ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>