للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله] (١).

الحديث الرابع: أخرج أبو داود والترمذي بسند حسن عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [من قال - يعني إذا خرج من بيته - باسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، يُقال: كُفيت وَوُقِيتَ وتنحى عنه الشيطان] (٢).

وقوله: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (٣٩) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ}.

هو قول المؤمن للكافر: إن ترن أيها الرجل أقل منك مالًا وولدًا. فعسى ربي أن يرزقني خيرًا من بستانك هذا، وما ذلك على الله بعزيز. قال النسفي: (في الدنيا أو في العقبى).

وقوله: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ}. قال قتادة: (عذابًا). وعن ابن عباس، قال: (الحسبان: العذاب). قال ابن كثير: (والظاهر أنه مَطَرٌ عظيم مزعج، يقلعُ زَرْعَها وأشجارها).

وقوله: {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا}. قال ابن عباس: (مثل الجُرُز). وقال ابن زيد: (صعيدًا زلقا وصعيدًا جُرُزًا واحد ليس فيها شيء من النبات). وقال قتادة: (أي قد حُصِدَ ما فيها فلم يُترك فيها شيء).

والمقصود: يحولها الحسبان من السماء إلى أرض ملساء بلاقع، فتعود خرابًا {زَلَقًا} أي لا يثبت في أرضها قدم لامْلِسَاسِها ودروس ما كان نابتًا فيها.

وقوله تعالى: {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا}. الغَوْر مصدر بمعنى غائر. أي: أو يصبح ماؤها غائرًا في طبقات الأرض لا وسيلة لإخراجه والاستفادة منه. قال قتادة: ({أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا}: أي ذاهبًا قد غار في الأرض. وقوله: {فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا} يقول: فلن تطيق أن تدرك الماء الذي كان في جنتك بعد غوْره، بطلبك إياه).

والغائر ضدّ النابع، فالنابع يندفع إلى وجه الأرض ويراه الناس، وأما الغائر فيطلب اسفل الأرض ويغيب. وفي التنزيل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ}، أي: جار وسائح.


(١) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٤/ ٢٨٤)، والحاكم (٤/ ٢٩٠)، وأحمد (٣/ ٤٢٢)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (١٧٤٦).
(٢) حسن لشواهده. أخرجه الترمذي (٣٤٢٦)، وأبو داود (٥٠٩٥)، والنسائي في الكبرى (٩٩١٧)، وأخرجه ابن حبان (٨٢٢) من حديث أنس، وله شواهد كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>