في هذه الآيات: إهلاكُ الله أرض المستكبر وإرسال الجوائح على المال والثمر، فإذا بالرجل يقلب كفيه ويندم على الشرك والكفر، ولكن بعد ضياع الفرصة والوقوع في العجز حيث لا نصير من أهل ولا نفر.
فقوله:{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} أي: أحاط الهلاك والجوائح بأمواله وثماره، ووقع ما كان يحذر، وصدق حدس المؤمن فيه، من حلول الدمار ونزول المصيبة به، وبما ألهاه عن طاعة الله عز وجل.
وقوله:{فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا}. أي: يضرب إحدى يديه على الأخرى ندمًا وحسرة.
قال قتادة:(أي يصفق كفيه متأسفًا مُتَلهِّفًا على الأموال التي أذهبها عليها).
وقوله:{وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}. قال ابن جرير:(يقول: وهي خالية على نباتها وبيوتها).
وقوله:{وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}. قال قتادة:(يقول: يتمنى هذا الكافر بعدما أصيب بجنته أنه لم يكن كان أشرك بربه أحدًا، يعني بذلك: هذا الكافر إذا هلك وزالت عنه دنياه وانفرد بعمله، ودّ أنه لم يكن كفر بالله ولا أشرك به شيئًا).