للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}.

أي: فأتيا فرعون فأخبراه أنكما رسولا الله تعالى إليه أن أطلق بني إسرائيل من الاستعباد والاسترقاق، ولا تعذبهم بتكليف المشاق، وقد أيناك بحجة على صدق دعوانا، وقد سلم من عذاب الله من أسلم واتبع الهدى.

وبنحو ذلك كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل عظيم الروم كتابًا - كما روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس - وفيه: [بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتَّبَعَ الهدى، أما بعْدُ: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ الله أجرك مرتين .... ]، الحديث (١).

وقوله تعالى: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}.

قال قتادة: (- أي - كذب بكتاب الله، وتولى عن طاعة الله).

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النا زعات: ٣٧ - ٣٩].

٢ - وقال تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: ١٤ - ١٦].

٣ - وقال تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (٣١) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [القيامة: ٣١ - ٣٢].

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [كُلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله، ومَنْ يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى] (٢).

٤٩ - ٥٦. قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى (٤٩) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (٥٠) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (٥١) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه (٧) - كتاب بدء الوحي، في أثناء حديث طويل.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (٧٢٨٠) - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>